1- تعریف ذکره القوم للماهیة المبحوث عنها و لیس بحد بل هو تعریف لفظی لأن مفهوم الماهیة لیس من الماهیات الخارجیة التی حصروها فی المقولات العشر بل هو من الأعراض العامة المحمولة علی جمیع المقولات و أنواعها و الفرق بین هذا التعریف و بین التعریف المذکور فی قوله و قد یفسر بما به الشی ء هو هو إلخ أن أخذ الجواب عن السؤال فی هذا التعریف- یدل علی کون المعرف بالفتح أمرا معقولا جائز الحلول فی الذهن و لا ینطبق هذا من الأمور الخارجیة إلّا علی حیثیة ماهیتها دون حیثیة وجودها و خارجیتها المقابلة للذهن و أما قولهم ما به الشی ء هو هو فکما یجوز انطباقه علی حیثیة ماهیة الأشیاء کذلک یجوز صدقه علی حیثیة وجودها فیکون التعریف الثانی أعم مطلقا کما ذکره رحمه الله و أما المراد من تعریف الماهیة- بما یجاب به عن السؤال بما هو فبیانه أن الذی عرفناه من الماهیة فی مباحث الوجود بمعونة البراهین التی سیقت فیها أن الحقائق الخارجیة أو أکثرها مؤلفة من حیثیتین مزدوجتین حیثیة الوجود- الآبیة عن الورود فی الذهن و حیثیة الماهیة التی تتحد مع الوجود الخارجی فی الخارج- و مع الوجود الذهنی فی الذهن و بعبارة أخری تحل الذهن معقولة و ربما توجد فی الخارج و لا حیثیة ثالثة لهما و من هنا قضینا أن جمیع المفاهیم المعقولة التی تحکی عن الوجودات الخارجیة بما هی وجودات أولا تنطبق علی الأعیان بوجه لیست بمفاهیم ماهویة و إنما هی من تعملات العقل- و عناوین ذهنیة لا موطن لها إلّا الذهن فلیس بحسب الحقیقة فی وعاء العین إلّا الوجود و الماهیات الموجودة به و أما سائر المفاهیم المعمولة فی الذهن فهی مسلوبة عنه لا خبر عنها فی الأعیان- فالذی نشیر إلیه بقولنا هو بالحقیقة من غیر أی مجاز مفروض هو ما وقع من الشی ء فی العین- و لیس إلّا وجوده الحقیقی و ماهیته التی یعبر عنه بالذات و أما سائر المفاهیم غیر الماهویة- حتی لوازم الماهیات کزوجیة الأربعة و فردیة الثلاثة فإنها لکونها من تعمل الذهن مسلوبة عن العین مفهوما و إن کانت ربما تحققت فیها مصداقا کما عرفت فقد تبین أن الذات المعبر عنها بالماهیة هی المنطبقة علی هویة الشی ء فی العین لا غیر فالسؤال عن هویة الشی ء المعقولة الذی معناه طلب المفهوم المعقول الذی هو عین هویة الشی ء فی الخارج باتحاده بها بحیث یمتنع سلبه عنها کیفما فرض لا یقع فی جوابه إلّا الماهیة فالماهیة هی ما یجاب به عن السؤال بما هو- فافهم، ط مد